يوم المكتبة العربية (العاشر من مارس)
ما أحوجنا إلى المكتبة وإلى القراءة وما أحوجنا إلى مصالحة مع الكتاب. أزمة القراءة في مجتمعاتنا هي أزمة بكل المقاييس. وهي أزمة بكل المعايير الممكنة. لا يرى بيننا قارئ في مكان إنتظار إلا نادرا، ولا يرى بيننا شغوف بمطالعة الكتب وما استجد منها إلا قليلا. الكتاب كما قال صاحب البيان والتبيين أنيس الوحدة وهو خير جليس وخير مؤنس لمن لا يجد مؤنسا. والكتاب أبلغ البلغاء وأقدر الناطقين على تبيان المقاصد والأغراض. وبرغم كل هذا خلت المكتبات عندنا من القراء إلا قليلا. فما عاد الناس يطربون لما قال الكتاب في كتبهم أدبية كانت أم علمية أم اقتصادية. لقد انشغل الناس عن الكتب انشغالهم عن دورها ونواديها. فما جاد الزمان الحالي بمثل ما جادت به أزمنة ابن شداد وابن خلدون والشنفرى وبما نثرت به من در أزمنة الجاحظ والمنفلوطي وابن رشد والخوارزمي وابن الفارض وأحمد شوقي. لقد ضن زماننا بأمثال الفارابي والرازي وابن المقفع وغيرهم. وما أصبحنا نسمع في نوادينا عن مؤلف بارع براعة هؤلاء كل في اختصاصه. بل إن كثيرا من أسماء هؤلاء لا يكاد يعرفها أبناء العربية ولا يستسيغونها! لا تمر بمقهى إلا وجدتها غاصة مليئة بالمرتادين، ولا تمر ب...